المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

المؤرخ المتميز

صورة
علم التاريخ حاله كحال بقية العلوم فهو يخضع لعملية التجديد والابتكار ، وهذا ما لا يفمه كثير ممن خاض ميدان هذا العلم البحر، فالأغلب يعتقد أن التاريخ كعلم هو فقط حفظ الارقام الأحداث الشخصيات والألقاب ، وفي الحقيقة أن ما ذكر آنفاً هو آلة من آلات المؤرخ واجب استحضارها على الأقل عند الإقدام على التكلم  في حدث معين فلا مانع من المراجعة وتقييد بعض الارقام للاستذكار عند عرض الحدث . أما ما يميز المؤرخ النافع هو التحليل والجمع ومقابلة الروايات المتعارضة وفك التعارض بطريقة منصفة فنية ، من خلال العرض الشامل للحدث من كل المصادر مع اختلاف مذاهب كتابها العقدية والفكرية ، وايضاً استحضار كتب الجغرافيا وكتب الأدب إن وجد ما يخص الحادثة التاريخية لما في مثل هذه الكتب من أدلة ومعلومات تفيد المؤرخ بل وتعينه على التحليل والعرض المنصف   .  دراسة التاريخ ليست حفظ قصصه وسردها للناس بطريقة التشويق فقط، بل الواجب أن يرافق ذاك السرد التمحيص والتدقيق وفك الرموز الخفية ، والتساؤلات الذكية، سواء بزمان الحدث أو ما بعده حتى تعرف التاريخ ليس بعنوانه بل بحقيقته وتستفيد منه .  هذا العلم يريد من يقتحمه

‏الرواية التاريخية ومامدى صدقها...

صورة
‏ ‏في البداية كانت الرواية التاريخية ولاتزال مصدر شك وتحقيق من قبل الباحثين وقد وردت العديد من الروايات التي تطرح موضوع او موقف معين ولكننا عندما نبحر في المصادر التي تناولت الموضوع نجدها اما مزورة او لم تعاصر هذه الفترة.  ‏ ‏  من ابرز الامثلة على تلك الاحداث هي عبور القائد الاسلامي طارق بن زياد لمضيق جبل طارق وإلقائه الخطبة المشهورة ( ان البحر من خلفكم والعدو من امامكم فأين المفر ) من المعروف ان جيش المسلمين ٧٠٠٠ جندي منهم ٦٧٠٠ بربري فكيف يحدث الغالبية بالعربية وان هذه الرواية لم يرويها الا مؤرخ جاء بعد تلك الاحداث بفترة طويلة وانفرد فيها. كذلك مسألة حرق السفن لكي لايتراجع الجنود عن فتح البلاد وهذه الرواية لم ترد الا في ثلاثة مصادر الا و هي كتاب الاكتفا لابن الكردبوس وكتاب نزهة المشتاق للإدريسي وكتاب الروض المعطار للحميري والغريب من ذلك ان كل واحد من هؤلاء المؤرخين يذكر سبب لحرق السفن فالبعض يرى انه احرقها ليشجع الجنود على القتال واما الحميري فأشار ان مسألة الحرق تأتي بسبب ان البربر لم يثقوا بالعرب في ساحة المعركة فأرادو ان يحرقوها لخلاف حدث بينهم وبين العرب ا

النينجا ... حقيقة أم خيال !

صورة
   رجل بملابس سوداء، يمشي على الجدران كالعنكبوت، خفيف كالهواء، سريع كالقط، مدجج بالأسلحة، يُخرج لهبا من انفه، ما إن ترمقه بنظرة يختفي كالدخان و يظهر في مكان أخر، حيث الهدف يكون قد أرخى دفاعه، وحوله الآلاف من الجنود، مستلقيا في ليلة حالكة، بينما حارسه الشخصي بالخارج يختنق بين يديه خلف الباب الموصد.. فينفتح الباب شيئا فشيئا ليجد الهدف نسيم هواء لطيف خلفه.. نسيم قاتل! حتى يجد نفسه جثة هامدة تسبح في دمائها!    نعم.. هذا ما اعتدنا عليه عندما نشاهد الأفلام حينما تروي قصة بطلها يكون النينجا، رجل بقوى خارقة لا مثيل لها. لكن، إذا كان ذلك بالأفلام، فمن هو النينجا إذاً؟    انطلاقا من هذا السؤال سوف أبدأ بكتابة جانب بسيط مختصر من الجوانب العديدة عن هذا "الكائن".. و لكن بنظرة أكاديمية تاريخية بعيدة عن الخيال، و لعل الأيام تسعفنا بالمستقبل لكتابة الجوانب الأخرى إن شاء الله. أصل الكلمة "نينجا" أو "شينوبي":    يرجع أصل الكلمة إلى مصطلح "شينوبي نو مونو"، فشينوبي تعني بالكانجي "يسرق" أو "يخفي بعيدا" ، أما كلمة مون

التاريخ لايعيد نفسة !!

صورة
كثير من الأشخاص من يقول ويردد دائما بأن التاريخ يعيد نفسه لكن في الواقع التاريخ لايعيد نفسه، التاريخ هو الماضي الذي دونه وكتبه المؤرخون وتفسير الاحداث والوقائع التي وقعت في زمن ما من قبل المؤرخين. والسؤال هل الزمن يرجع إلى الوراء ؟ الزمن لايمكن أن يرجع الى الوراء كذلك الأشخاص لايمكن أن يعودوا أحياء ولا ايضاً البيئة نفسها لذلك كيف بنا أن نقول ونجزم أن التاريخ يعيد نفسه لكن جهل الأشخاص عن التاريخ هو ماقادهم الى ترديد والايمان بمقولة التاريخ يعيد نفسه، فاللاحداث والقضايا التاريخية التي لم يتجنبها الإنسان أدت الى وقوع نفس الخطأ فلو نظرنا الى نابليون بونابرت عندما أقام الحروب النابليونية فعندما وصل إلى روسيا عام 1812م خسر الجيش الفرنسي اضرار بشرية ومادية وجسمية وكانت نقطة تحول الى نابليون من بعد الانتصارات العظيمة وهذا بسبب الطقس شديد البرودة وبعد مرور الزمن أتى هتلر في الحرب العالمية الثانية في معركة ستالنغراد عام 1942م التي إستمرت أكثر من ستة أشهر وأدت الى تراجع هتلر في الحرب وإنتصار الإتحاد السوفيتي وهذا بسبب خطأ هتلر حيث ذهب بجيشه إلى روسيا لكن من شدة البرد القاسي ايضاً ل