(التعظيم والتبرير )


ما ان نتناول شخصية نعشقها في التاريخ الا وقمنا بتعظيمها والتبرير ضاربين بعرض الحائط اهم ادوات المؤرخ الا وهي الحياد ونقل الاحداث كما هي دون اي تحريف او تزييف عن الحقيقة الا ان مع الاسف فالحياد لم يكن من نصيب بعض المؤرخين سواء المعاصرين او السابقين فاهو الحياد يضرب بعرض الحائط من اجل حب شخصية معينة بل وصل الامر الى انكار بعض الاعمال التي تسيء لهذه الشخصية با أنكارها والبحث عن دلائل ضد الحقيقة ولا نقصد هنا بعض الشخصيات المظلومة في التاريخ او حقبة زمنية معينة بل جميع الحقب بسبب عدم مصداقية احداثها ويتحمل  هذا الخطاء مؤرخين هذه الحقبة فقد اخذت بعض الشخصيات دور ليس دورها وهو في الحقيقة تشوية للتاريخ , ليس القصد من هذا المقال الاساءة للشخصية معينة دون اخرى بل المقصود ان نتعلم اخطاء من سبقنا فقد نكون في كتاباتنا حول التاريخ مرجع لمن يأتي من بعدنا ولا نظن ان اعمالنا اذا كانت خالية من التعظيم والتبرير لبعض الشخصيات لن يطلع عليها احد بل بالعكس اصبح بعض الباحثين في التاريخ يلجئون الى المصادر الاجنبية لتتبع حقبة تاريخية تخص بلدهم والسبب منا الا وهو بعض المؤرخين الذين اخذتهم العواطف لحبهم لبعض الشخصيات وتبرير اخطائهم وحتى وصل الامر تزوير بعض الاحداث لصالحهم . 
وواجبنا تجاه التاريخ ان نضع الاحداث كما هي ضاربين العواطف بعرض الحائط الا اذا كان هناك تدليس فنستخدم الادلة لنثبت عكس ذلك وان نبتعد قدر الامكان في تعظيم شخصية لا انجازاتها بل بسبب حبنا لها فالتاريخ حتى لو زور فسيأتي ديل يكشف هذا التزوير ويظهر الحقائق , فا اتمنى ان لا نكون من المدنسين في التاريخ فصحيح اننا لا نستطيع القضاء على العواطف وحبنا لبعض الشخصيات التاريخية فلو ادركنا اننا قبل ان نكتب سوف نميل لهذه الشخصية فا الانسحاب خيرا من التزييف والتدليس فنتذكر ان الامانة في التاريخ هدفنا واذا استطعنا ان ندلس دون ان ينتبه لنا احد متناسيين الامانة التي في اعناقنا وخوفنا من الله فسيأتي من بعدنا شكف هذا التدليس , راجيا من الله سبحانه وتعالى ان نكون نكتب الاحداث كما هي دون اي اضافات لا تخدم الحقيقة .

بقلم : أحمد ابراهيم البغيلي
Ahmed_alrshedy@

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )