المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي



المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

تتعدد المصادر التي من الممكن ان نأخذ منها لنكتب تاريخ حقبة معينة او فترة محددة مما يجعل الباحث ينتقي من تلك المصادر ما قد يسهل عليه و يفيده في كتابة بحثة, اما في هذه المقالة سوف اركز على مصدر مهم قد يجعله بعض الباحثين مصدر مهمش الا وهو المذكرات الشخصية التي عادة يكتبها بعض من عايشوا الاحداث فور اعتزالهم او ابتعادهم عن مجال معين.
ان المذكرات كمصدر تاريخي يتخوف البعض من استخدامها كون بعض هذه المذكرات تكون مكتوبة بشكل وجهة نظر خاصة بعيدا عن الحيادية احيانا اذا انها تأخذ في بعض الحالات انتقاميه ضد خصوم كاتب هذه المذكرات وقد تكون محاولة لنيل من سمعة منافسيه, الا ان الباحث بالرغم من هذه الشخصانية التي قد تطرا على كتابة هذه المذكرات يستطيع من خلال قراءة المذكرات قراءة متأنية ان يأخذ المادة العلمية من هذه المذكرات بعيدا عن الخلاف الشخصي لكاتب هذه المذكرات خصومه, ان القصد من كتابة هذه المقالة ليس تكرار النصائح عن استخدام المصادر بل دعوة صادقة لا اعادة النظر للباحثين في قراءة المذكرات الشخصية ومحاولة فهمها بعيدا عن العاطفة التي قد تجرف الباحث عن مساره ومحاولة انتقاء الاحداث ومقارنتها بروايات اخرى قد تجعل من الباحث يستخرج نتائج جديدة تضيف للحدث التاريخي ويعطي دراسة جديدة لهذا الحدث فهذه التجربة لا تعد تجربة صعبة بل تصعب حينما ينجرف الباحث الى اعتماد الباحث عن وجهة نظر واحدة في هذه الحقبة التي يريد الكتابة فيها.
وأهمية المذكرات الشخصية لقربها من الحدث او قد يكون كاتبها تلقى المعلومة من اشخاص قد شاركوا في صناعة هذه الاحداث أن الباحث الذي يحاول ان يكتب عن حقبة معينة في جانب سياسي معين دون أن يبحث عن مذكرات شخصية كتبت من قبل أشخاص قد شاركوا في هذه الاحداث اعتبرها من وجهة نظري الشخصية خسارة للباحث نفسه والطامة الكبرى اذا كانت المذكرات منشورة ولم يستخدمها في بحثه مما يجعله يخسر مصدرا مهما قد يضيف للبحثة اهمية ويصل الى وجهة نظر مغايرة لما كتبه.

بقلم : أحمد ابراهيم البغيلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

( النساء في الاندلس )