السلام وحمامته !



منذ وعيي وأنا أرى رمز السلام تلك الحمامة البيضاء التي ترمى بطريقة ( اتيكيتية ) للسماء كي تحلق وكأنها تعلن بداية السلام ، السلام كما يدعون ! بل والذي يزينونه قبل حتى افتعالهم الحرب والمشكلة ! هو كالمشهد المدبر بكل تفاصيله .

وكبرت وحمام السلام زاد عدده حتى تزاحم بالسماء ، زاد لدرجة أني فهمت السلام كالمٓلٓوان لابد وأن يدركاننا في كل يوم ، وكأن تواجدها طبيعي لطبيعية ما هي نتيجته (الحرب والدم) ، فالتناسب بين السلام والحرب طردي من حيث التسابق على الحضور بمسرح دول العالم الثالث  ، وهو أيضاً مُدبر لإشغال هذه الدول  من ناحية ، وتشغيل معتدات وراجمات وصواريخ و والخ الدول المتقدمة من جهة اخرى .

أصحاب هذه الشعارات لم يكذبو علينا بل نحن من صنعنا الكذب على لسانهم ثم نصدق ذلك بكل سذاجة ، في القرن الماضي كنّا كما قال مالك بن نبي : "أن أمتنا لديه قابلية الاستعمار"، أما  الآن إضافة  لما قاله مالك نقول تعدى الأمر القابلية كونه أصبح شغفاً بالمُستعمر حتى :

 أصبحنا نمهد لهم الطريق ...
ونعطيهم مبررات التدخل بشؤوننا...
نتسابق بإظهار الخضوع والذل بإسم التعاون ...
ثرواتنا نملكها فقط بعنوان بلد المنشأ ...

يا مالك سلاح القتال ولّى مع زمانكم ، وسلاح الفكر ينازع ،
، يا مالك لم نعد مستعمرين بل ضيوف ببلداننا وعلى خيرات بلادنا  يُمن علينا ...

ارتبط اسم السلام كمؤتمر او معاهدة بمعنى القهر والقضاء ليس على الظالم وظلمه بل على المظلوم وحقه ، هذه الحقيقة التي نراها إلا أننا لا نتقبلها ، فتجرعنا للضعف وطعمه  طغى على كل الحقائق .

اوهمونا ان حمامة السلام البيضاء لحقن الدماء وتضميد الجروح  ، وهم بها يجرّحوننا أكثر كي نقتل بعضنا البعض ، فها هي جمهورية مصر  كمثال تقصف ليبيا واهلها بإسم الثأر لمن قُتل على ظهرها من أبنائها  !! وللعلم ليس بأيدي جيرانهم كما نعلم جميعاً ! بل بأيدي من يستعدون لإقامة حفل سلام خاص (يتخلله فقرة رمي ذاك الحمام الأبيض) بين البلدين ،  والنتيجة واضحة ستحتفل جميع الدول العربية بهذا الحفل ، بل شاكرين لمن اقامها متفضلاً عليهم كما يترجمونه لشعوبهم ...

جميع لقطات هذا المشهد مريرة إلا أنها بالفعل هي الحقيقة.

ما بعد النقطة :

بعد هذا كله أدركت أن حمامة السلام ليست حمامة ولا علاقة لها بالسلام ، بل هي جرذ لئيم يفعل بأمتنا الحرام .

بقلم :
فهد بن رشاش 
@bin_rshash

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )