(عين جالوت )



نمر في هذه الايام من توديع الشهر الفضيل الشهر الذي لا طالما انتظرناه باحثين عن اعماله وشوقا له وللتطهير نفوسنا من الذنوب والبذل والجهد في البحث عن الفوز في المغفرة والرحمة من رب العباد سائلين من الله عز وجل الرحمة والمغفرة .
لا تمر هذا الايام من العشر الاوائل من الشهر الفضيل الا بذكرى عزيزة على كل مسلم الا وهي المعركة التي انقذت العالم الاسلامي بل اجزم انها انقذت العالم اجمع من الخطر المغولي (التتار ) الذي بدا زحفه ونشر حضارته التي لم تكن الا حضارة قتل ودمار وتشريد وقهر وقمع عندما نفكر ان تاريخ 25 من رمضان من عام 658 هجري الموافق 1260 ميلادي ووقوع المعركة التي ادت الى توقف هذا الزحف الهمجي ودحر اسطورة الجيش الذي لا يهزم الذي كان يطلقه العالم اجمع في ذلك الوقت على الجيش المغولي لعدم وجود جيش او دولة هزمت هذا الجيش الا ان المماليك الذي كانوا يحكمون مصر اخذوا على عاتقهم وقف هذا الجيش الذي عاث في الارض الفساد وبعد سقوط عاصمة الخلافة العباسية او الدولة الاسلامية في ذلك الوقت ( بغداد ) لم تستطع الممالك الاسلامية التصدي لهذا الجيش الذي لم يحتل ارض الا وقام بقتل اهلها وحرقها وتدميرها اذ ان الجيش الوحيد الذي اجمع كل شعبه يقوم في احتلاله انه المحتل الذي يكرهه الجميع من جميع النواحي .

اخذ حاكم مصر المظفر قطز على عاتقه الدفاع عن هذه الامة وتوحيد الصفوف للتصدي لهذا الجيش الذي اتجه نحو مصر بعد ان سقطت جميع الممالك امامه ومما يجدر الاشارة هنا وصول الظاهر بيبرس الذي كان قد هرب من مصر اثر نزاع مع المماليك مما جعله تحت تهديد القتل مما جعل قطز يستقبل هذا القائد الذي كان قد اتى من بلاد الشام وله دراية في اراضيها و جغرافيتها  مما جعل الخلاف يزول من اجل انقاذ الامة من هذا الخطر الذي اتى من الشرق ومن تدمير اخر معقل متماسك الا وهي مصر مما جعل كاتبغا القائد المغولي والذي بقي في الشام في ظل انسحاب هولاكو الى فارس مما جعل الجيش المغولي اضعف مما كان عليه من وجود هولاكو ولا نبرر هنا ان الجيش الذي بقي ضعيف بل حتى المؤرخين المسلمين ذكروا شجاعة كاتبغا في المعركة الا ان عزيمة المسلمين وتحفيز المظفر قطز وتذكيرهم فيما حل في من قبلهم من الممالك الاسلامية مما جعل الجيش المسلم يتأثر ويشد من ازره ويجاهد ويهزم الجيش المغولي .



سير المعركة :
بدأت المعركة في موقع عين جالوت حين قام المظفر قطز في اخفاء اغلب الجيش في التلال حيث يتمز هذا نجح الجيش الاسلامي في اختيار الموقع الجغرافي كونه في ارض فلسطين وهو موقع عين جالوت وجعل القائد بيبرس البندقداري هو ومجموعة من الجيش ان يشتبكوا مع المغول ويجروهم الى ارض المعركة وينسحب مما جعل كتبغا يأمر جيشه بلاحق بالجيش الاسلامي و حتى لو كان في الامر خدعة وهنا تكون اشتباك الجيش الاسلامي بالكامل وقيام القائد قطز برمي خوذته بعد ان رؤيته ان العدو متماسك وصرخ صرخته الشهيرة ( واسلاماه ) مما شد من ازر الجيش الاسلامي الذي هزم جيش المغول وقتل قائده كتبغا .

نتائج المعركة :
بعد ان هزم الجيش الاسلامي المغول اندحرت الاسطورة التي تؤيد ان الجيش المغولي الذي لا ينهزم مما جعل المغول انفسهم يتفأجئون من هذه الهزيمة التي اوقف زحفهم والتي قاد ان يصل خطرها الى باقي العالم حيث ان هذا الجيش توقف زحفه بعد توحد الجيش الاسلامي واخذ على عاتقهم الدفاع والوقوف امام عدو لم يكونوا متاكدين من هزيمته اثر القوة التي كان يمتلكها هذا الجيش والذي اخذ في تدمير الحضارة والضرر في البلاد والعباد ليس على دول السلام فقط بل حتى اطراف اوروبا تعرض لها ولو اخذ مصر هذا الجيش لتغيرت خريطة العالم واكمل هذا الجيش تدميره الى باقي الديار .

ليس هنا الا عبرة نستفيد منها بل عبر من هذه المعركة الا وهي لو ان لم يكن الجيش الاسلامي متوحد ونسفوا جميع الخلافات التي كانت بينهم لم نجحوا في وقف هذا الزحف واحد العبر المهمة من هذه المعركة الا وهي العزيمة والاقدام التي تحلى بها القائد قطز ومن معه في مواجهة هذا العدو و ايقاف تمرده وضرره تجاه العالم اجمع .

بقلم : أحمد إبراهيم البغيلي
Ahmed_alrshedy@

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )