الرواية كمصدر تاريخي ..

- الرواية كمصدر تاريخي .. 

الرواية في هذا المقال ليس المقصود رواية شخص  والتي عادة ما يرويها عن حدث بل المقصود الرواية التي تكون فيها سرد القصص والاحداث والتي تكون مترابطة والمقصود به فن الرواية ,الرواية هل تصلح أن تكون مصدر تاريخي؟ سؤال يتردد عند الكثير عن مدى صدق الرواية وأعتمادها كمصدر تاريخي في حدث معين لا تكون الرواية مصدرا تاريخي في كتابة بحث او تأكيد معلومة بل الرواية تكون مفتاح للبحث عن الحدث نفسه من خلال السرد الذي يقوم به كاتب الرواية التاريخية والتي يكون ملم بالحدث الذي سوف يكتب عنه ويعرف الشخصيات الرئيسية ويحاول دمجها بشكل فني وسرد الحدث وزيادة الحبكة بعكس ما يتم به في البحث العلمي الذي لا يصلح ان يكون على شكل رواية.

ومن الامثلة على الرواية التاريخية  الكاتبة رضوى عاشور في روايتها (ثلاثية غرناطة) والتي تحدثت فيها عن حال المسلمين بعد الاندلس لم تكن الاحداث جميعها صحيحه ولكن تجعل من القارئ يحاول أن يبحث في كتب التاريخ عن الوضع الذي جرى على المسلمين بعد سقوط غرناطة في عام 1492 ميلادي والذي أنتهت أخر معاقل الدولة الاسلامية في الاندلس على يد دولة قشتالة وأرجون,في هذه الرواية وضعت الكاتبة حال المسلمين  وما حصل لهم وقيام الدولة المحتلة  بعملية التطهير والتنصير تجاه المسلمين وشرحت فيها محاكم التفتيش ومن خلال هذه الرواية تضع لنا صورة ما حدث في تلك الفترة ما يجعل الباحث يدرك أغلب الاحداث الرئيسية و تسهل عليه البحث فيها.

وفي نموذج أخر للكاتب أمين معلوف رواية(سمرقند) والذي تحدث فيها عن الدولة السلجوقية وعن مدينة سمرقند بشكل خاص حيث وضع الشخصيات الرئيسية في تلك الفترة ومنهم نظام الملك الوزير للدولة السلجوقية وحسن الصباح مؤسس فرقة الباطنية وكذلك العالم والشاعر عمر الخيام وهذه الشخصيات حقيقة ولكن الكاتب لابد من أن يكمل عمله الروائي بأ اضافات أخرى قد تكون غير موجودة ولكنه يحاول أن يذكر أغلب الاحداث الحاصلة بطريقة سردية مما يسهل تقبل المعلومة والبحث فيها.

المقصود في الامثلة السابقة والمقال بشكل عام ليس أعتماد الروايات كدرس تاريخي أو مصدر تاريخي بل محاولة تسهيل طرق التدريس من خلال الروايات وقراءتها منها للتسلية ومنها للفائدة ومنها تسهيل للعملية الدراسية والتشجيع في البحث التاريخي .

بقلم : أحمد ابراهيم البغيلي