العملات المتداولة في الكويت





منذ بداية تأسيس امارة الكويت تداولت فيها عملات مختلفة سنذكر أبرزها خلال ثلاثة قرون و هم القرن الثامن عشر و القرن التاسع عشر و القرن العشرون .
أولاً في القرن الثامن عشر استخدم الكويتيون عملة طويلة الحسا طويلة الحسا وهي عملة الإحساء و استمر استخدامها منذ عام 1752م-1790م و لم تتداول لفترة طويلة في الكويت بسبب اقتصار استخدامها على منطقة الخليج العربي فكانت تعيق التجار الكويتيون في تجارتهم مع الهند لأنها لم تكن معروفه هناك  ، و في عام 1790م ظهرت عملتين في الكويت وهم الريال النمساوي (ريال ماريا تريزا) الذي استمر استخدامه من 1790م-1925م و هو كان متداول في دول شبه الجزيرة العربية و كان يعرف بالكويت بالريال الفرنسي أيضاً في عام 1790م استخدمت الليرة العثمانية و كانت تسمى بالنيرة ، و في عام 1795م-1825م عرفت الكويت العملة الفارسية نتيجة الهجرات القادمة للكويت من بر فارس و تتمثل في عدة أنماط أهمها شرخي و أبودبيله حيث اختلف كل منهم عن الآخر في القيمة .
ثانياً القرن التاسع عشر حيث ازدهر نشاط الكويتيون في الملاحة و تجارة اللؤلؤ فظهرت الحاجة لاستخدام الروبية الهندية لتسهيل التبادل التجاري في الهند متخذه سبعة أنماط معظمها بريطانية متداولة في الهند بسبب الاستعمار البريطاني ، أولها روبية الملك وليم الرابع في عام 1830م حاكم بريطانيا  ثم في عام 1840م ظهر النمط الثاني للروبية الهندية و هي روبية الملكة و الإمبراطورة فكتوريا و تسمى في الكويت روبية أم بنت ،و في عام 1886م أصدر الشيخ عبد الله الثاني بن صباح الثاني البيزة الكويتية و كانت مصنوعة بالوسائل اليدوية لذلك كانت تختلف الواحدة عن الأخرى من حيث الشكل و استمر استخدامها لعدة شهور .
و أخيراً القرن العشرين ظهر النمط الثالث من الروبية الهندية وهي روبية الملك و الإمبراطور ادوارد السابع  في عام 1903م التي أطلق عليها الكويتيون روبية أم صلعه ،وأصدر النمط الرابع وهو روبية الملك و الإمبراطور جورج الخامس في عام 1911م و عرفت بروبية الشايب لأنها تحمل صورة الملك و أصدر مع هذا النمط العملة الورقية و بدأ استخدامها في الكويت في عام 1925م ، ثم تداولت روبية الملك و الإمبراطور جورج السادس في عام1938 م و سميت بروبية الولد و كانت أيضاً تصاحبها فئات ورقية ، و بعد استقلال الهند عن بريطانيا في عام 1947م أصدرت الروبية الهندية من قبل حكومة الهند و أطلق عليها الكويتيين روبية أم صنم لأنها تحمل شعار الهند (أسد أسوكا) الذي يشبه الصنم و استمرت الروبية الهندية في التداول حتى قررت حكومة الهند في عام 1959م فصل العملة المتداولة في الهند عن المتداولة خارجها أي في دول الخليج العربي مما قد يؤثر سلباً على الاقتصاد الكويتي فوافق الشيخ عبد الله السالم على هذا القرار و قرر استخدام العملة التي خصصتها حكومة الهند للكويت لفترة مؤقتة حتى 19/10/1960م صدر مرسوم أميري خاص بقانون النقد الكويتي و تم إصدار الدينار كعملة وطنية في الكويت .
فقد استخدم أهل الكويت عملات عديدة في بداية نشأة الكويت بسبب التجارة الخارجية و الاحتكاك بالدول و المناطق المجاورة ، حيث أدت مرونة الكويتيون في التنويع بين العملات المتعارف عليها في عدة دول تطوراً و ازدهاراً للتجارة البحرية و البرية ، و أبرز من تطرق إلى موضوع العملات المتداولة في الكويت عادل محمد العبدالمغني في كتابه تاريخ العملة في الكويت .

مقال سبق نشرة بجريدة آفاق

بقلم : نورة محمد الكندري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )