ماذا كنا وماذا اصبحنا ..

ماذا كُنا وماذا أصبحنا ؟



  في الغالب يتردد الإنسان من الكتابة والنشر وذلك بسبب الخوف من النقد ، فهذا الخوف بناه الوقت في داخل الإنسان لأنه لم يبقى النقد لأصحاب النقد فقط بل أصبح منفذ ترفيه يصُب فيه الجميع ما يقال وما لا يقال .
على أي حال ، الذي يخاف لسان الناس لن يأمن في هذه الحياة ، فالنقد وإن كان سلبي فهو نقد لتطوير الذات والمعرفة لكن لم يعد لدى الناس طاقة لمعرفة سلبياتهم والتعلم منها .




كذلك حال تاريخنا ( العظيم ) !! عاش ما بين ازدهار وانتكاس في كل العصور ، ولو أتينا للبداية ..
لماذا كانت الدعوة إلى الإسلام في بادية الأمر سرية !!
الجواب : كالنقد حالياً .. نشر الإسلام في زمن لا يملأه إلا الجهل لن تكون له ردود فعل أكبر من العصيان وعدم الرضى وقيام الحروب .
ومع إنها بدأت سرية للتمهيد والتعريف بالإسلام إلا إنها لم تخلو مما سبق ذكره .
كحالنا الآن .. تغيرت أحوال دول بمجرد كلمات قالها مظلوم وأثرت بشعب قام ضد حكومته ، ونظراً لهذا الحال ليست كل الدول تستطيع أن تتجاوز الظلم بكلمات ، بل وصلت إلى حروب أهلية ودولية وانتهاك للحرمات والظلم أكثر من سابق عهدها ، فبعضها يتغير حالها بيوم والبعض الآخر بسنوات عديدة ، بعضها للأحسن والبعض الآخر للأسوء .
لو نظرنا لحال هذه الدول في سابق عهدها لما رأينا فيها سوى إنها بُنيت على أراضيها أول وأقدم الحضارات ، سُطر العلم على صخورها وأوراق أشجارها ، وُلد فيها أكثر من كان فيه فقه وعلم ، دب في أرضها أكبر وأقوى الجيوش التي كان يهابها الفرس والروم وغيرهم ، والكثير الكثير .. لكن يعجز اللسان لوصف حال هذه الدول الآن .

أهكذا كُنا ؟!
أهكذا تعلمنا وعرفنا ؟!
أهكذا أوصانا نبينا ﷺ ؟
أهكذا نرى ما يحدث ونبقى عالقين ؟!
اأصبح الحال إن المسلم يقتل أخيه المسلم تحت مسمى الطائفية والبهتان والبقية ينظرون دون حِراك ؟!
ألا ترى الأعين عما يجول حولها إذا كان العقل لا يرى الصواب ؟
مُنذ متى وهذا حال المسلمين ؟!

أتُريدون العودة لزمنٍ لا يُعتبر ببعيد !!
لنتذكر يوم ذي قار .. المعركة التي انتصر فيها العرب على الفرس .. التي ما زلنا نتفاخر بها .. ماذا كان سبب المعركة ؟!
بدايتها كانت بين النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي أبى أن يمد يد العون أو مصاحبة كسرى والكثير من الأمور الأخرى التي إحداها إن كسرى طلب منه أن يزوجه إحدى بناته فرفض ، فأرسل كسرى بطلب النعمان فعرف إنه مقتول لا محاله .. فأخذ أهله وأزواجه وما استطاع أخذه فأخذ يجول بين القبائل إلى أن وصل بادية بني شيبان فاستجار بـ هاني بن مسعود الشيباني فأجاره وأودع أهله وماله وقال له هُن في ذمتي ، توجه النعمان لكسرى وما إن وصل إلا قام بقتله وأرسل كسرى رسول لهاني بن مسعود الشيباني لكي يرسل ما أبقاه النعمان عنده فأبى .
غضب كسرى فقام بإرسال جيش فيه من العجم ومن العرب الموالين له وعندما وصل الخبر لبني شيبان استجاروا بالقبائل العربية وساعده من ساعده من العرب وأولهم كانوا بني بكر بن وائل الذين اختاروا موقعة ذي قار للمعركة وما إن وصل الجيشين للمكان إلا وكُتب النصر للعرب خلال يومين فقط .

هل عرفتم ما سبب المعركة ؟!
هل حالنا الآن ينطبق مع سابق عهدنا ؟!
نرى بأعيننا ما يجول حولنا ولا نأبه .. حتى بالكلمات أصبحنا نخاف أن نطالب بحقوق الناس وحفظ أرواحهم وانتهاك حرماتهم التي أصبحت تحت أيدي من لا رحمة في قلوبهم ولا عدل في قولهم .


تعيشونَ دهراً ترون الرِّيَبْ
ولا يدفعُ المرءُ هَولَ الخُطَبْ

ويستَعمِرُ الشآمَ سفَّاحُها
ويجني رؤوسَ الورى كالعنبْ

وآهٍ على موصلي والعراق
يجيءُ ظلامٌ شديدُ الرَّهَبْ

ويفترقُ الناسُ فيهِ افتراق
كموجٍ تلاطمَ ثُمَّ اضطربْ

ويخرجُ "عائشُ" من بينهم
ليقلبهم وهْوَ فيها انقلبْ

وتغرقكم فتنَةٌ جامِعه
فتأكُلُكُم مثل نارِ الحطبْ

وترمي اليهودُ عليكم سهام
من النارِ فيها شديدُ العطبْ

ويزداد فيكم سواد السنين
تهيمون وسط الغنا والطربْ



كل ما يجول في خاطري هو أن نرى أياماً نفخر بها عندما يأتي جيلاً تابعاً لنا فنقول :
نحن من حررنا الوطن العربي من أيدي الطغاة ، نحن من رفعنا راية الإسلام عالية ، نحن بتكاتفنا أعطينا كل ذي حقٍ حقه .



تم بعون الله


بقلم الطالبة : نجود علي عوض العنزي

كلية التربية - التخصص ( تاريخ مساند جغرافيا )
‪209115671‬

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )