المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٦

كُليمات في قيمة دراسة التاريخ

صورة
إن التاريخ باعتباره علم يدرس الأحداث والأشخاص نقد وتحليل ، هو خير معين لبناء مستقبل أفضل بل قل إن شئت لبناء حضارة أقوى وأمنع ، فهو - أي علم التاريخ - ما يكشف الستار عن المشكلات وكيفية التعاطي  معها بآوانها ، ثم تقييم هذه التجارب الكثيرة واستخلاص نتائج قد تصبح قواعد راسخة في عصرنا هذا ، لذلك فهو يعتبر أصدق من يخبرك عن الجذور والقواعد حتى تعرف ما تستند عليه وتتكأ . وهذا العلم إن اتقنته ونبذت عنه الخزعبلات والبطولات المزيفة والتضخيمات المفبركة ؛ يحيي فيك التفاؤل ويقودك لصناعة المجد فهو الدليل لبناء جيل يتعرف على ما كان قبله حتى يرسم ويعمل لما يكون في حياته ومن بعده . قيمة هذا العلم تتضح بشكل كبير بمجالات كثيرة أهمها : ١- قيمته في تربية الفرد : فدراسة هذا العلم تنشط فكر الفرد وتشحذ ذهنه وتعمل على توسيع مداركه ، فهي كالرياضة التي يمارسها الفرد ليبني بها فوزه وانتصاره على نفسه المقلدة وواقعه الضرير  ، مستعين بذلك على فهمه وتقديره لتجارب السابقين ، فخير البشر من استفاد من اخطاء من سبقه واتعظ ، وأحذقهم من طور نجاحات من سبقه وابتكر .  فقد ذهب بعضهم في تعريف هذه القيمة

الفرق بين المصدر والمرجع

صورة
قد لا يفرق غير المختص بعلم التأريخ بين مفهومي مصدر ومرجع فيعتقد أنهما مرادفان لمعنى واحد رغم الفارق الكبير بينهما. فالمصدر يحتوي على المادة الأولية للمعلومة أي أنه يحتوي على أقدم ذكر للخبر ، فهو كتاب أساسي للباحث لايستغنى عنه عند البحث ويجب تتوافر فيه عدة شروط منها أن يكون معاصر للحدث او مشارك فيه او شاهد عيان عليه. ومن المصادر المهمة في التاريخ الاسلامي على سبيل المثال كتاب "تاريخ الرسل والملوك" المعروف بتاريخ الطبري لمحمد بن جرير الطبري المتوفي سنة ٣١٠ه‍. أما المراجع فهي كتب أخذت معلوماتها من المصادر إلا ان المؤلفين اضافوا إليها جهودهم من بحث وتحليل ومناقشة للأخبار التي اخذوها عن المصادر ولذلك فالمراجع مهمه جدا للباحث لماتحتويه من تحليل. وقد يكون الكتاب مصدراً في بعضه ومرجعاً في بعضه الآخر مثل كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير الجزري المتوفي سنة ٦٣٠ه‍ حيث ان ابن الاثير اكمل ماتوقف عنده الطبري في تاريخه فهو مرجع لما كتب الطبري ومصدر لما حدث بعد عصر الطبري. أما في حال قام المؤلف بجمع مادته العلمية من المصادر دون اضافة او تحليل ومناقشة فهو يعتبر جامع ولا يفيد

(العاطفة والمؤرخ )

صورة
العاطف هي غريزة انسانية فطرية في كل الكائنات الحية وهي تعاطف الشخص او الميل الى موقف معين او شيء معين حتى لو كان على خطأ , في احد تشريعات الاعلام يطالب المهتمين في الاعلام بأن يتبعد الاعلامي عن العاطفة في العمل وكذلك في السياسة فالسياسي مطلوب منه التعبير عن رأيه من دون اي عاطفة فالحقائق والمواقف في الشأن السياسي لا تحتاج تبريرات عاطفية اما في التاريخ فلابد من كاتب التاريخ ان يبتعد قدر المستطاع عن العاطفة في كتابة حقبة زمنية او البحث الذي سيتناوله .  قد يبتعد المؤرخ عن الحقائق ويضلل القارئ او المهتم في التاريخ فيما سيكتبه فلو طغت العاطفة على بحثه واخذ يبرر للموقف او حدث في هذه الحقبة فلو تناول مؤرخ تاريخ بلده واخذ يبرر بعض المواقف دون حجج فقط سقط في فخ العاطفة دون الوصول الى حقيقة اما اذا كان قد سرد هذه الاخطاء ووضع حلولا لها فقد ساعد في تجاوز بعض الاخطاء في المستقبل , ليس مطلوب من المؤرخ محو العاطفة من عقله بل هناك متلقي يريد ان يعرف ماهي الحقيقة او ما الذي حصل بموضوعية وسرد تاريخي حقيقي وتحليل وتفسير منطقي فلو افترضنا اذا كتب  شخص من الشام عن الامويين فسوف يتعاطف مع هذه الدو

( البعد التاريخي ورسائل لاصحاب الهمم العالية )

صورة
تمر علينا الكثير من القضايا والمشاكل التي نناقش فيها ابعاد كثيرة كالبعد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومسبباتها ونتائجها وفي احيان كثيرة نصل الى حلول منطقية وواقعية في بعض المشاكل ولكن في احيان اخرى نقف عاجزين عن معرفة مسببات تلك القضية وابرز العوامل التي ادت الى اندلاعها وظهورها للسطح وذلك بسبب اغفالنا لاهم الابعاد الحقيقية فيها وهو البعد التاريخي . فمن خلال معرفتنا التاريخية لاطراف القضية نجد خيوط مترابطة توصلنا الى حل هذه المعضلة ومعرفة مسبباتها ووالبدء في حلها ، ربما تكون مسبباتها قبل عدة سنين او مئات او الاف وهذا يوصلنا الى نتيجة ايجابية و مرضية وربما يوصلنا الى الحل نفسه . التاريخ هو البوابة الحقيقية لحاضرنا ومستقبلنا ، فما نحن الا امتداد له وعلى كبر حجم ما تراه الان ماهو الى نتاج لتراكمات الماضي ، فالتطور الطبي والصناعي له تاريخ و نهضة الامم الحالية لها تاريخ والمشاكل والحروب الاقليمية لها تاريخ اذاً دراستنا للتاريخ ونقاشنا للبعد التاريخي ماهو الا حل معادلة الحاضر بل وحل معادلة المستقبل و وضع الاحتياطات التي قد تساعدنا فيما بعد . ربما لم يكتب لي ان ادرس التاريخ بشكل اكاديم

غياب المؤرخين عن التاريخ الشفاهي

صورة
لا يمكن أن ننكر أهمية التاريخ الشفاهي في كل عصر، وعلى الرغم من تباين آراء المؤرخين إزاء الحقائق التاريخية المتحصلة من خلاله وصدقية تداولها، إلا أن هذا النوع من التاريخ يظل هاجساً يلاحق المؤرخين بفعل وسائل الاتصال المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي وتطورها بصورة لا يمكن للتاريخ المدون مسايرة سرعتها وذيوع حقائقها. وغياب المؤرخين المتخصصين عن مواكبة ما طرأ في مجال هذا التواصل الاجتماعي، يعرض التاريخ المعاصر إلى نكبات لا يمكن تعويضها في المستقبل، ذلك أن التاريخ المعاصر شأنه شـأن العصور الأخرى يعتمد ضمن مصادره الأصيلة على الرواية الشفاهية، بل يزيد عن البقية بحكم تعاطيه القريب من الحدث. والملاحظ على المقابلات - وهي احدى وسائط التاريخ الشفاهي - في البرامج الاعلامية والحوارية، واللقاءات الصحفية، غياب المؤرخين المتخصصين، فالمقابل لا يعرف تفاصيل الأحداث ولا سياقاتها التاريخية، الأمر الذي يؤدي في نهايته إلى تشويه الحقيقة من خلال ترك العنان للشاهد، بحيث يصبح كلامه واقعاً حتمياً لا يمكن دفع حقائقه أمام المشاهدين والقراء غير المتخصصين، في حين لو حضر المؤرخ المتخصص كمقابل، لأثمر ذ

الهمج ودول الخليج وذكاء المجتمع

صورة
عندما تسلم الإمبراطور الياباني ميجي السلطة عام ١٨٦٨م جمع النخبة الوطنية اليابانية من حوله وإتفق معهم على أن يُقْسِمْ الكل على خمسة بنود وهي: بداية القسم (هذا القسم وضع لنحقق أحلامنا ببناء أمة ثرية على أسس عريضة وإقرار الدستور والقانون) ١-تشكيل مؤسسات حرة ويكون إقرار جميع الأمور عن طريق النقاش المفتوح ٢-ينبغي توحيد جميع الطبقات بشكل قوي لتحمل مسؤولية إدارة أمور البلاد. ٣-يجب أن يسمح للعامة الذين ليسوا بأقل مرتبة من الموظفين المدنيين أو الضباط العسكريين بأن يحققوا ما يطمحون له دون أي عرقلة. ٤-جميع عادات الماضي السيئة يجب أن يقلع عنها وأن يحكم على الأمور بناء على قوانين الطبيعة. ٥-يجب نشر المعرفة في أرجاء المعمورة لتقوية أسس الحكم الإمبراطوري فعلى أساس هذا القسم وحد المجتمع وألغى الطبقات الإجتماعية وأعطي لكل ياباني الحق بالطموح بدون إي عراقيل إجتماعية أو سياسية،من هذا التاريخ بدأت اليابان بالنهوض بعد أن كانت تسمى من جيرانها (بدولة الهمج) فبدأ اليابانيين بالتطور على ثلاثة مراحل  ١-الزراعة  ٢-ثم إنتقلوا إلى الصناعة الخفيفة  ٣-وبعدها توجهوا للصناعة الث

انطلاقة جديدة لنادي التاريخ

صورة
رسالتنا : المساهمة في تنمية قدرات الطلبة ونشر الثقافة التاريخية بين طلبة جامعة الكويت عن طريق عمل الندوات ،المؤتمرات والدورات والأنشطة الطلابية المتخصصة. رؤيتنا : أفضل نادي طلابي جامعي على مستوى دولة الكويت . أهدافنا : • العمل على تمكين الطالب في قسم التاريخ من تخصصه من خلال الدورات والندوات المتخصصة  . • تبني طاقات الطلبة والعمل على تنميتها، وإتاحة الفرصة للطلبة ذوي الموهبة. • تعميق فكر العمل التطوعي في التخصص للإرتقاء به وتنميته. • الخروج عن النمط المعتاد في الأنشطة الطلابية الثقافية.

حملة بونابرت وقيام المجمع العلمي المصري

صورة
تعتبر الحملة التي قام بها بونابرت على مصر مرحلة مهمة من مراحل التطور السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في مصر ، حيث لعب المجمع العلمي المصري دوراً هاماً في تطوير الحياة وازدهارها في مصر في كافة المجالات. ويأتي ذلك بعد أعقاب الحملة الفرنسية التي قام بها بونابرت على مصر (1798-1801م) ، حيث قام بونابرت بتأسيس المجمع العلمي المصري ، واختار لعضويته خلاصة أعضاء بعثة العلوم والفنون التي صحبته إلى مصر والتي كانت تتكون من طائفة من علماء فرنسا ونوابغها في مختلف مجالات العلم والمعرفة ، وكان الغرض من هذا المجمع كما أشار إليه بونابرت ، هو تقدم العلوم والمعارف في مصر ، دراسة المسائل والأبحاث الطبيعية والصناعية والتاريخية الخاصة بمصر ونشر هذه الأبحاث ، وإبداء رأي المجمع العلمي للحكومة في المسائل التي تستشيره فيها ، حيث بذل أعضاؤه جهوداً كبيرة في خدمة العلم والفن ، وكانوا دائمي النشاط مجدين في أعمالهم مثابرين في أبحاثهم ، فأنشأوا في المجمع مكتبة تحوي نفس الكتب التي أحضر بعضها أعضاء بعثة العلوم والفنون من فرنسا، وجمع بعضها الآخر من مساجد مصر وأضرحتها، ومن خزائن الكتب في القاهرة وغيرها