الفرق بين المصدر والمرجع



قد لا يفرق غير المختص بعلم التأريخ بين مفهومي مصدر ومرجع فيعتقد أنهما مرادفان لمعنى واحد رغم الفارق الكبير بينهما.

فالمصدر يحتوي على المادة الأولية للمعلومة أي أنه يحتوي على أقدم ذكر للخبر ، فهو كتاب أساسي للباحث لايستغنى عنه عند البحث ويجب تتوافر فيه عدة شروط منها أن يكون معاصر للحدث او مشارك فيه او شاهد عيان عليه.

ومن المصادر المهمة في التاريخ الاسلامي على سبيل المثال كتاب "تاريخ الرسل والملوك" المعروف بتاريخ الطبري لمحمد بن جرير الطبري المتوفي سنة ٣١٠ه‍.

أما المراجع فهي كتب أخذت معلوماتها من المصادر إلا ان المؤلفين اضافوا إليها جهودهم من بحث وتحليل ومناقشة للأخبار التي اخذوها عن المصادر ولذلك فالمراجع مهمه جدا للباحث لماتحتويه من تحليل.

وقد يكون الكتاب مصدراً في بعضه ومرجعاً في بعضه الآخر مثل كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير الجزري المتوفي سنة ٦٣٠ه‍ حيث ان ابن الاثير اكمل ماتوقف عنده الطبري في تاريخه فهو مرجع لما كتب الطبري ومصدر لما حدث بعد عصر الطبري.

أما في حال قام المؤلف بجمع مادته العلمية من المصادر دون اضافة او تحليل ومناقشة فهو يعتبر جامع ولا يفيد الباحثين الا بتسهيله الحصول على المعلومات عبر جمعها لهم.

وفي الختام على الباحث في التاريخ أن يعود أولاً لأقدم ذكر للحدث الذي يدرسه أي المصدر حتى يقف على حقيقته ثم يستعين بالمراجع ليستفيد من تحليلاتها ومقارناتها ليكتمل تصوره للموضوع مدار البحث.



بقلم : هاني الشرهان
كلية الآداب - قسم التاريخ

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )