(العاطفة والمؤرخ )



العاطف هي غريزة انسانية فطرية في كل الكائنات الحية وهي تعاطف الشخص او الميل الى موقف معين او شيء معين حتى لو كان على خطأ , في احد تشريعات الاعلام يطالب المهتمين في الاعلام بأن يتبعد الاعلامي عن العاطفة في العمل وكذلك في السياسة فالسياسي مطلوب منه التعبير عن رأيه من دون اي عاطفة فالحقائق والمواقف في الشأن السياسي لا تحتاج تبريرات عاطفية اما في التاريخ فلابد من كاتب التاريخ ان يبتعد قدر المستطاع عن العاطفة في كتابة حقبة زمنية او البحث الذي سيتناوله . 

قد يبتعد المؤرخ عن الحقائق ويضلل القارئ او المهتم في التاريخ فيما سيكتبه فلو طغت العاطفة على بحثه واخذ يبرر للموقف او حدث في هذه الحقبة فلو تناول مؤرخ تاريخ بلده واخذ يبرر بعض المواقف دون حجج فقط سقط في فخ العاطفة دون الوصول الى حقيقة اما اذا كان قد سرد هذه الاخطاء ووضع حلولا لها فقد ساعد في تجاوز بعض الاخطاء في المستقبل , ليس مطلوب من المؤرخ محو العاطفة من عقله بل هناك متلقي يريد ان يعرف ماهي الحقيقة او ما الذي حصل بموضوعية وسرد تاريخي حقيقي وتحليل وتفسير منطقي فلو افترضنا اذا كتب  شخص من الشام عن الامويين فسوف يتعاطف مع هذه الدولة لنها كانت في بلاده او يبرر شخص من العراق اخطاء العباسيين او يمتدح مؤرخ من مصر افضال المماليك على المسلمين ووقوفهم اما المغول اذا نحن نحتاج الى شخصية محايدة اي مؤرخ محايد يكتب من دون عاطفة جياشة اي انه لا يميل الى شخصية بسبب حبه لها ويبرر اخطاءه وقد يرفع من شأنه من  دون قصد ولكن بااوامر من عواطفه ليس المقصود هنا طرد العواطف ومحوها من الذاكرة ولكن المطلوب من المؤرخ ان لا تطغى عليه العاطفة وتسيطر عليه سيطرة  عسكرية وعقلية فالعاطفة غريزة في البشر لايمكن محوها ولكن ال المطلوب من المؤرخ ان يضع الحقائق دون تحيز او الميل الى العاطفة حتى لا يسقط الحقائ ويزورها تحت مسمى ( العاطفة )
و نسئل الله التوفيق لنا جميعا 

بقلم : احمد ابراهيم البغيلي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )