صرخة من أجل الحرية ..



- صرخة من اجل الحرية ..

كثير من الشعوب قد ظلمت في هذا العالم والكثير منهم من رضى بهذا الظلم ووافقوا بأن يعيشوا معه ويستمروا الى أن يأتيهم الأجل أما البعض الاخر وهم قله ممن يريدون العيش بنعيم وسلام وهم من يناظلون ويحاربون الظلم من أجل الحرية .

سوف اتحدث لكم عن دولة صغيرة في مساحتها ولكن عظيمة بشعبها الاحرار وهي (( دولة الكونغو )) ولها مسمى أخر هو ( برازافيل ) وتقع جمهورية الكونغو وسط  افريقيا ويوجد بهذه الدولة ثروات عظيمة (كنهر الكونغو ) كما أنها غنية بالذهب والألماس والنحاس والنفط البحري اضافة الى غاباتها وأراضيها الزراعية و الكونغو كثيرة الثروات فلما تجد هذه المميزات والثروات في هذه الدولة فلابد من وجود اطماع خارجية ودول تضع عينها على هذه الثروات الغنية فكانت (بلجيكا) ممن طمعوا في ثروات الكونغو فحاولت جاهدة في انتهاز هذه الفرصة المقدمة من طبق من الذهب وأن تكون سباقه على باقي الدول وان تسيطر على دولة الكونغو ففعلاً حققت ماكانت تتمناه وترغب به فنجح الحاكم البلجيكي (( ليوبولد الثاني )) في استعمار الكونغو بعد أن أقنع القادة الاوروبين بالاعتراف به كحاكم في دولة الكونغو.

فقد عانى هذا الشعب المسكين عند استعمار هذا الحاكم الظالم لدولتهم الكثير من الظلم والكثير من المآسي والقسوة والاضطهاد فكان البلجيكيين قاسيين معهم ويسلبون حريتهم ويحرمونهم من المميزات وهم أصحاب الأرض فبدأ الشعب الكونغو يغضب مما يراه من ظلم ويظهر عليهم الأستياء من حالهم ووضعهم هذا وماتفعله بهم الدولة المستعمرة فقرروا أنه يجب عليهم ان يقفوا وقفة للتاريخ وقفة بأسم الحرية وأن يسعوا جاهدين من أجل الحرية .



فبدأت المظاهرات تظهر وبدأت الناس تطالب بحقوقها ومن بينهم من طالب بحرية وطنه وهو البطل ((باتريس لوموبا )) وهو مناضل افريقي قاوم الاستعمار البلجيكي من أجل أستعادة حرية بلاده وأسقاط وطرد الاستعمار ، فقام باتريس يظهر مع الناس ويجتمع في الحشود الى أن وصلت شهرته كافة البلاد والكثير من الناس من يقف معه ويسانده ويؤيده الى أن أسس حزب (( الحركة الوطنية )) في عام 1958م ، وكان هذا الحزب الذي أسسه من أقوى الحركات السياسية في دولة الكونغو فعندما أسس الحركة أصبح يثور على البلجيكيين ويطالب بحقوق شعبة وكان يحضى باتريس لوموبا بشعبية كبيرة وبدأ هنى البلجيكيين يخافون من قوة سيطرت هذا الشخص ومن محبة الناس له فأخذوا باتريس لوموبا واعتقلوه وسجنوه لمدة 6 أشهر الى أن تهدأ الأوضاع ولاكن بفعلت البلجيكيين هذه زادوا الأمر سوءاً بسبب سجنهم لباتريس لوموبا فكانوا محبينه يدافعون عنه ويطالبون بخروجه من السجن وبعد اتفاقات خرج باتريس من السجن فزدادت شعبيته اكثر فأكثر.

 وفي عام 1960م أجريت انتخابات نيابية فرشح باتريس نفسة ونافس أكثر من مائة حزب الا أن الحركة الوطنية بقيادة باتريس لوموبا حققت الانتصار على منافسيه ونجح في خوض الانتخابات وكان أول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو وقد ترأس لهذا المنصب في تاريخ 30/يونيو/1960م وشكل باتريس لوموبا أول حكومة كنغولية .
وفي حفل الاستقلال حدثت حادثة مشهوره او أزمة سياسيه بين الكونغو وبلجيكيا في يوم الاستقلال عندما حضر ملك بلجيكا بودران ورئيس وزرائه و من الشخصيات الدول الافريقية و الاوربية إلى الكونغو لحفل إعلان الاستقلال.
ففي حفل الاستقلال توجه ملك بلجيكا وألقى كلمة قال فيها "ان بلجيكا ضحت بشبابها واموالها الطائلة من اجل تعليم الشعب الكونغولي ورفع مستوى اقتصاده، وحذر الوطنيين الكونغوليين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أو غير مدورسة تؤدي إلى تدمير المدنية التي خلفها البلجيكيون لهم". فأغضب هذا الكلام الشعب الكونغولي واعتبروه مهين لهم فقام باتريس لومومبا واتجه الى المنصه وقاطع الملك البلجيكي وقال خطابه الشهير الذي اطلق عليه:



(( الدموع والدم والنار ))
((أيها المناضلون من أجل الاستقلال وأنتم اليوم منتصرون، أتذكرون السخرية و العبوديه التي فرضها علينا المستعمِر ؟ أتذكرون إهانتنا وصفعنا طويلا لمجرد أننا زنوج في نظره؟ لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية.قانون وضعه الرجل الأبيض  منحازا انحيازا كاملا ضد الرجل الاسود لقد تعرضنا للرصاص والسجون وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر.)) 
وبعد هذا الكلام المؤلم الذي خرج من رجل عانى هو وشعب الظلم ساد الصمت والهدوء على الجميع ، وعندها غضب ملك بلجيكا غضب شديد لما قاله باتريس في خطابه فبعد هذا الخطاب لم تفرح الكونغو بإستقلالها الا فقط اسبوعين لان أدى غضب الحاكم الشديد الى اغتيال البطل القومي والمناضل باتريس لوموبا وتوفى في ١٦/ يناير /١٩٦١م عن عمر يناهز ال ٣٥ سنه فنجد هنا ان البلجيك لم يعجبهم كلام الحقيقة المؤلم فأرادوا ان ينهوا حياة هذا الشخص المناضل بسبب ماقاله وما طلبه من حريه واحترام وحقوق وعدالة ومساواة لشعبه.

عمل الطالبة : مريم راشد الشريدة



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نادي التاريخ الثقافي

المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي

( النساء في الاندلس )